بيان صادر عن حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية

الثورة الشعبية هي الطريق

فلسطين المحتلة– في الوقت الذي تتفاعل فيه ملحمة المقاومة الفلسطينية الشعبية المنطلقة من مدينة القدس، ومن أحيائها، وشوارعها، ضد مخططات التطهير العرقي والتهويد، وضد الاعتداءات على المسجد الأقصى والمصلين، وتتوسع في جميع أرجاء فلسطين التاريخية، تقدم إسرائيل على عدوان وحشي جديد على أهلنا في قطاع غزة الصامد، فتقتل الأطفال والنساء وتهدم البيوت، والمرافق الحيوية. وقد استشهد في هذا العدوان الهمجي، حتى ساعة كتابة هذا البيان، 24 مواطنا فلسطينيا منهم عشرة أطفال. كما سقط شهيد واحدٌ في مدينة اللد الفلسطينية، هو موسى حسونة، على أثر إعتداء مستوطنين، جلبوا في وقت سريع في إطار سياسة تهويد المدينة، للقضاء على المظاهرة.

لقد حققت انتفاضة القدس الشعبية المظفرة، المتواصلة بلا كلل منذ أسابيع، انتصارات هامة، إذ أجبرت الحشود المقدسية ومعها فلسطينيو ال٤٨، المستعمر الصهيوني على التراجع عن الخطوات الاخيرة التي إستهدفت تعميق حصار المقدسيين، وزيادة معاناتهم، و وكل ذلك عبر النضال الشعبي العارم، الذي يشارك فيه جميع شرائح شعبنا. غير أن نظام الابرتهايد الاستعماري، وفي ظل عجزه عن مواجهة الحشود الشعبية المدنية، يلجأ كعادته إلى الآلية التي يتفوق فيها، ألا وهي القصف الجوي الهمجي لمدن ومخيمات وقرى قطاع غزة المحاصَر. تسعى إسرائيل عبر هذا العدوان الجديد، إلى إجهاض المد الشعبي الكاسح، والذي انطلق من القدس ليعُمّ نابلس والخليل وبيت لحم، وصولا الليلة الماضية، الى كل مدينة وقرية فلسطينية داخل الخط الأخضر. كما تسعى إسرائيل إلى منع تطور هذا المد إلى ثورة شعبية، على غرار الانتفاضة الأولى، التي أظهرت إِسرائيل الحقيقية، كدولة عدوانية في مواجهة شعب بطل مسلح بالإرادة والحق. وهي في نفس الوقت، تقوم بعمليات قمع همجية للمظاهرات والحراكات الشعبية، في داخل الخط الأخضر، وتعتدي بوحشية على المتظاهرين وتزج العديد منهم في المعتقلات، بهدف قطع التواصل الكفاحي مع أبناء شعبنا.

لقد قطع الحراك الشعبي في فلسطين التاريخية، شوطا مهما في الأسابيع الأخيرة، اذ تستعيد الأجيال الجديدة، وطلائعها المناضلة، الوعي بفلسطين الواحدة، وبوحدة شعبها الصامد في أرضه، والمطرود منها. وعرّى هذا الحراك الانظمة العربية الخائنة التي تحالفت مع إسرائيل أمنياً وسياسيا وعسكريا، هذه الأنظمة التي ظنت أن شعب فلسطين بات عاجزا عن إشعال الثورة، مجددا. كما كشف الحراك، مرة أخرى، عن مدى إفلاس طبقة أوسلو، وعدم جدارتها لقيادة الشعب الفلسطيني. وأثبت الحراك الشعبي الفلسطيني أيضا

أن شعب فلسطين لا ينتظر أي دعم حقيقي من الأنظمة العربية الفاسدة والعاجزة والمستبدة، ولا ينتظر ثورة من فريق أوسلو، لتذود عن حقه ووجوده، بل أثبت أنه يعتمد على ذاته في الأساس، وعلى الشعوب العربية المناضلة، وعلى أحرار العالم.

وفي ضوء ذلك كله، نرى في حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية، أن لا خيار أمام الشعب الفلسطيني غير مواصلة تعميق البعد الشعبي للانتفاضة الجبارة، وجعلها نمط حياة، والسعى الى تنظيمها، وادارتها بصورة سليمة وناجعه، والعمل على تجنب الوقوع في أخطاء الماضي. ونحن على ثقة أن اللحظة التاريخية الراهنة تستدعي تحشيد الجيل الجديد، من أبنائنا وبناتنا، وبخاصة أولئك الأكثر وعيا ومعرفة والاقوى إرادة، في إدارة وخوض هذه المعركة التحررية الهامة والطويلة، فهم القادرون على الجمع بين تجربتهم وتجربة الأجيال المتعاقبة.

تحية لجماهير شعبنا في القدس وغزة الابية وفي كل فلسطين التاريخية، وفي كل مكان.

ليسقط العدوان الصهيوني على قطاع غزة الصامد.

الحرية لفلسطين، ولشعب فلسطين.

المجد والخلود لشهداء شعبنا الابرار.

حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية

١١ أيار ٢٠٢١