لتسقط سلطة العار
” لا تحرر بدون حرية ولا تحرير مع الإستبداد والفساد والتعاون مع المستعمر “
تسود شعبنا هذه اللحظات حالة من الصدمة والذهول والفجيعة تجاه الجريمة المروعة التي إرتكبتها أجهزة سلطة أوسلو بحق الناشط المعارض نزار البنات، وبات من شبه المؤكد أن ما كان لن يكون، وأن العد التنازلي لسلطة العار قد بدأ.
وقد تبيّن أن هذه الاجهزة القمعية التي تدربت على يد جنرال السي آي إي، كيث دايتون، أقدمت على أغتياله عمداً وبصورة وحشية بعد أن اقتحمت بيت أقربائه في مدينة الخليل، ونقلته إلى مقراتها، في المدينة. هذه الجريمة صبّت الزيت على النار المتأججة أصلاً في صدور أبناء وبنات شعبنا، والغضب المتراكم الناجم عن إستفحال الفساد، والقمع، والتعاون مع المستعمر ، في النظام الفلسطيني، وبسبب الانعزال الكامل عن طموحات هذا الشعب، وعن آماله بالتحرر والحرية والعدالة، والتنصل من دوره في المعركة والهبة الشعبية المجيدة والحراكات المتواصلة.
يؤكد هذا السلوك الفاسد والاجرامي، وهو سلوك بنيوي يعيد باستمرار إنتاج طبقة سياسية إجتماعية معتمد ٌ وجودها واستمرارها على الدعم الخارجي، أن الوضع بلغ الزبى، وما عاد ممكناً السكوت على نظام هجين ومقطوع عن الشعب، لأنه يشكل عبأً ثقيلاً لم يعد يحتمله الشعب، وعائقاً خطيراً أمام مسيرة التحرر وتحقيق كرامة الإنسان. إن هذه الجريمة التي تُضاف إلى الجرائم المتراكمة، كالقمع والفساد والتعاون مع المستعمر، تضع كل دعاة التغيير والتحرر والتحرير، أمام تحدٍ كبير ؛ كيف يوضع حدٌ لهذه الطبقة السياسية غير القابلة للشفاء، وكيف تشقُ قوى التغيير طريقاً بديلاً يلتف حوله الجميع، ويأسر خيال الشعب، ويشدُّه نحو الفعل المنظم والمنسق، طريقٌ لا يفصل بين مقاومة المستعمر ومقاومة نظام الإستبداد والفساد.
إن حملة الدولة الديمقراطية الواحدة، تطرحُ تصورها لفلسطين المستقبل، كبلدٍ ديمقراطي، على أنقاض نظام الاستعمار والأبرتهايد، والإستبداد الداخلي؛ وطنٌ حر وإنسانٌ حر ، ورؤية لمجتمع تعددي، يتساوى فيه المواطنون، و تُحفظ فيه حرية التعبير، ويحافظ على كرامة الإنسان، وتُصانُ فيه حرية المرأة، فالحرية لا تتجزأ، ولا تقبل أي انتهاك لحق معارض أو حرية المواطنيين بشكل عام تحت أي من الشعارات البالية مثل ” أمن الوطن، ودرء الفتنة” او ” لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” والتي لا تزال سارية في معظم الأنظمة العربية. إن الفلسطيني الثائر يرفض أن يقوم في وطنه نظامٌ شبيه بأنظمة القمع والتوحش كما هو الحال في العالم العربي، هذه الأنظمة التي حوّلت دولها الى سجون ومسالخ، وإلى مزارع لها، والحقتها بالخارج، فثارت الشعوب وحطمت حاجز الخوف.
لقد بات واضحاً، خاصةً في ضوء الهبة الشعبية ومعركة القدس، أن الجيل الجديد وطلائعه الصاعدة، وعموم الثوريين المخضرمين، الديمقراطيين،الذين تخلصوا من رواسب الماضي وازدواجية معاييره، وشعارات الانظمة العربية البالية، هم القوة المـوهلة لقيادة حركة وطنية ديمقراطية تحررية تستند الى قيم الحرية وكرامة الانسان والعدالة الإجتماعية. هم القوة المؤهله التي ستشكل جريمة أغتيال نزار بنات وقوداً جديداً في مقارعة الإستعمار و مواجهة وكيله؛ نظام الإستبداد الفلسطيني، وتربط نضالها مع نضال الشعوب العربية من أجل إسترداد اوطانها من الانظمة المتوحشة.
إن هذه الجريمة وضعت شعبنا أمام لحظة فارقة سيكون ما بعدها. شعبنا يستحق الحياة، والكرامة واأامن والعيش الكريم.
الخزي والعار للقتلة والفاسدين والمتعاونين مع المستعمر . لتسقط سلطة العار .
الحرية لشعبنا والمجد لشهداء التحرير والكلمة .
“حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية”
٢٤ حزيران ٢٠٢١