“حملة الدولة الديمقراطية الواحدة” تحذر من محاولات إجهاض النصر السياسي، وتدعو إلى تجذير تيار المقاومة الشعبية المتنامي

حذرت “حملة الدولة الديمقراطية الواحدة” في فلسطين التاريخية، من المحاولات الخطيرة المستمرة لإجهاض نتائج الانتفاضة الشعبية المجيدة، انتفاضة الامل والكرامة، ومعركة القدس، ودعت إلى العمل لبلورة وتوطيد تيار المقاومة الشعبية المتنامي، من النهر الى البحر، حمايةً لمنجزاتها السياسية والمعنوية، الهامة، وضمانة لإستمرار الفعل الثوري، ومسيرة التحرر والحرية والعودة.

وقالت أن حماية الذين فجروا الهبة الشعبية التي امتدت على كامل فلسطين التاريخية، إنطلاقاً من الشيخ جراح وباب العمود والاقصى، وقطاع غزة، وتوفير الدعم والاسناد، السياسي، والمعنوي، والمادي، والاخلاقي لهم، هو واجبٌ وطني، وأولوية قصوى في سلم أولوياتنا، كشعب يتجرع، يومياً، على يد نظام الابرتهايد، جرعات متلاحقة من الظلم، والقمع، والنهب، والحرمان، والقتل، وأن شعبنا، في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، بحاجة إلى هذا النموذج من القيادة، الشابة، التي تجاوزت الهياكل والبنى التقليدية، وشقت كوة في جدار التكلس و الإنهزامية والفساد، وفتحت أُفقاً رحباً، وطريقاً جديداً نحو التحرر والحرية والحياة. واستعرض بيان الحملة الجهات التي تسعى حثيثاً لتقويض معاني معركة القدس، مشيراً إلى الإدارة الامريكية الامبريالية، راعية نظام الابرتهايد المجرم، والنظام المصري المستبد والمشارك في حصار شعبنا، وغيرها من الانظمة العربية المتحالفة مع إسرائيل، كنظام الامارات، التي جددت تحريضها ضد حركات المقاومة، ودعوتها لتصنيفها حركات إرهابية. و أعاد البيان التأكيد على موقف الحملة من سلطة أوسلو كسلطة تتصرف كوكيل لنظام الابرتهايد الإستعماري، وكجهةٍ متواطئة في عملية إجهاض نتائج الهبة من خلال إستجابتها مع ما يسمى المجتمع الدولي، وخاصةً الأدارة الامريكية، في إعادة طرح شروط الرباعية على حركة حماس، كشرط لقبولها طرفاً شرعياً في مفاوضات تسعى سلطة التنسيق الامني للإنخراط بها مجدداً، والتي لم تنتج سوى الفشل والهزائم. وبهذا الخصوص، جاء في البيان، أن سلطة أوسلو التي تعرت تماماً، خلال هذه المعركة، سياسيا ووطنيا وأخلاقيا، بسبب إنعزالها التام عن المعركة التي خاضها شعب فلسطين، تتصرف وكأن هذه المعركة التي هزّت العالم وأيقظت الضمائر . لم تقع. لم تعد سلطة أوسلو، التي تعيش في حالة إنكار للواقع، وانعزالها عن الشعب، تكترث لفقدانها الشرعية الشعبية والاخلاقية، وهي التي استعانت بالشرعية الخارجية بديلاً عنها.

كما انتقد البيان الأداء السياسي لقيادة حركة المقاومة، حماس، الذي لا يتسق مع الصمود الاسطوري، الذي جسدته المقاومة، و عموم شعبنا في قطاع غزة، وكل فلسطين، في مواجهة العدوان الصهيوني الوحشي، و هو أداء يشكل نقيضاً لروح ومعاني المقاومة الشعبية الواعدة، التي انطلقت من مدينة واحياء القدس والمسجد الأقصى.
وقال البيان لا شك أن حركة المقاومة في قطاع غزة، وفي هذا الجيب الصغير شديد الازدحام ، واقعة تحت إكراهات وقيود لم تواجهها أي حركة مقاومة عربية، وربما عالمية، ويعيش الناس حصاراً إجرامياً غير معهود، ومع ذلك فإن التصريحات التي صدرت عن قيادة المقاومة سواء بخصوص انظمة عربية وأقليمية،كانت فائضة عن الحاجة، ومضرة، هذا إضافة لزيارة دولة عربية وقعت للتوّ معاهدة تطبيع رسمية، هي المغرب، مع إسرائيل، التي تواصل استعمارها الوحشي في فلسطين، وجرائمها المروعة ضد الشعب الفلسطيني. كما أن العودة إلى الاعلان عن تبني حل الدولتين، هو خطأ فادح وتكرار لتجربة فتحاوية كارثية، يعيش شعبنا عواقبها الوخيمة على مدار الساعة. كل ذلك يلحق ضرراً فادحاً بالقضية، لأن هذا السلوك السياسي يشرعن التطبيع، كما يوفر غطاء لأنظمة مستبدة ومعادية لشعوبها، ويزعزع ثقة الشعوب العربية بالمقاومة الفلسطينية، و وبالعلاقة التحررية المتبادلة، وما يمثله نضال الشعب الفلسطيني، من قيم التحرر والحرية والعدالة. كما اعتبرت الحملة انضمام الحركة الاسلامية الجنوبية، داخل الخط الاخضر، الى حكومة نظام الابرتهايد اليمينية الاستيطانية، انحرافا وطنيا وأخلاقياً خطيراً، وطعنةً غادرةً في ظهر الشعب الفلسطيني، وهبتهِ المجيدة. وقالت إننا واثقون من قدرة شعبنا في المنطقة المحتلة عام ١٩٤٨ على إسقاط هذا النهج ورموزه.

و اختتم البيان بمجموعة من الخطوات والخطوط العريضة التي يجب أن توجه الحركة الوطنية الفلسطينية، في توظيف الانتفاضة ومعركة القدس، أهمها أعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، وإستعادة برنامج التحرير والعودة، وحل الدولة الديمقراطية( العلمانية) التي أقرها المجلس الوطني عام ١٩٦٩. ونظرا للفشل المتكرر لانهاء الأنقسام، ولأهمية المقاومة الشعبية، ومحوريتها، فقد دعت الحملة إلى تطوير أطر تنسيقية بين كافة الحراكات الشعبية، والشبابية، والاكاديمية، والأهلية، خارج الهياكل السياسية الرسمية، لتكون تياراً واسعاً وضاغطا لإنهاء الانقسام، والأهم لتغذية مكونات هذا التيار الثالث الصاعد، بالقوة والزخم، باعتبار ذلك ليس خياراً بل شرطاً لا بديل عنه، في عملية تأطير النضال كونه كفاحاً تحررياً من نظام إستعماري وفصل عنصري، يجب أن يزول وتحل محله الدولة الديمقراطية الواحدة التي توفر العدالة والإنصاف للجميع. كما اولت الحملة أهمية بالغة لتوسع الجبهة العالمية، المساندة للحق الفلسطيني، وفي القلب منها حركة المقاطعة، ودعت إلى تعزيز هذه الجبهة، وكذلك تعزيز العلاقة الكفاحية مع أحرار العالم ومع، الحلفاء اليهود المناهضين للصهيونية، في إسرائيل والخارج . و خلصت الحملة، كما جاء في البيان، أن امتداد الهبة الشعبية العارمة في جميع أرجاء الوطن، ، التي جسدت وحدة فلسطينية كفاحية شاملة، غير مسبوقة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام ٢٠٠٠، في مواجهة نظام استعماري إستيطاني، عنصري، يسقط عقلية التقسيم، وينسف أوهام المستعمر بإمكانية إخضاع الشعب الفلسطيني تحت حكمه الظالم ، ويسقط الحلول التجزيئية، ويفتح الافق واسعاً نحو حل الدولة الواحدة كمشروع مقاوم، ومشروع تحرري إنساني.