بمناسبة الذكرى الثالثة و الأربعين لاعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29.11 مناسبةً للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، ومع نضاله البطولي المستمر منذ أكثر من قرن، تدعو “حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية” كل أحرار العالم إلى تعزيز وتوسيع تضامنهم مع قضية فلسطين، التي تتعرض في هذه الأيام لأخطر مخطط تصفوي، ممثَّلا بصفقة القرن وبهرولة الأنظمة العربية للتطبيع مع إسرائيل، منذ أن أعيد بناء الحركة الوطنية الفلسطينية كحركة تحرر وطني في ستينيات القرن الماضي. فبعد 72 عاماً من النكبة الفلسطينية، وبعد جرائم التطهير العرقي الممنهج، التي لا زالت تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، تحت سمع وبصر النظام الدولي، الذي منح الشرعية لإقامة هذا النظام الاستعماري، تتساءل حملة الدولة الديمقراطية الواحدة، على لسان الشعب الفلسطيني: إلى متى سيستمر المجتمع الدولي الرسمي يغُض الطرف عن جرائم التطهير العرقي والفصل العنصري التي تمارسها إسرائيل، منتهكة بذلك، وبشكل صارخ، القانون الدولي الذي قامت هي على أساسه؟
لقد انهار في الفترة الأخيرة وهم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، بإمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة على 22% من فلسطين التاريخية، التي تخضع لنظام فصل عنصري كولونيالي، وحشي، لا يقيم للقوانين الدولية وزناً أو احتراماً. ولذلك، ورغم استمرار الدعم الأمريكي الامبريالي المطلق لإسرائيل، وتواطؤ وعجز المجتمع الدولي،فإن المجتمع المدني العالمي، ينتفض مجددا، تعاطفا مع الشعب الفلسطيني، ومساندا الشعوب المقهورة ضد أنظمتها الرأسمالية المستبدة. وفي سياق تقاطع نضالات الشعوب من أجل الحرية والعدالة والمساواة، ينفتح أفقٌ جديد أمام النضال الفلسطيني، وأمام عودة قضية فلسطين إلى مكانتها الطبيعية في العالم، كقضية تحرر وطني وعدالة اجتماعية.
إننا نستلهم نضالنا، من التجربة الكفاحية الاسطورية لشعب فلسطين، و من الحركة المناهضة لنظام التفرقة العنصرية الجنوب أفريقي في القرن المنصرم، حيث تدخّل المجتمع المدني العالمي في أواخر الثمانينيات بشن فاعل ومؤثر ضد نظام الأبارتهايد. إن إسرائيل كيان استعماري استيطاني، ونظام فصل عنصري ظالم، بنسخة أكثر وحشية من النظام الجنوب أفريقي البائد. إننا نؤمن أن النضال ضد هذا النظام العنصري يجب أن يجمع بين المقاومة الشعبية الميدانية والمقاومة المدنية، المتمثل بحملة المقاطعة، على الساحة العالمية. إن المجتمع المدني وأصحاب الضمائر الحية وأحرار العالم قادرون على إلزام إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي والتخلي عن سياستها الكولونيالية.
وكما دعا الجنوب أفارقة المجتمع المدني الدولي لمقاطعة بضائع ومؤسسات مضطهِديهم، فقد دعت المؤسسات والنقابات العمالية والحركات الجماهيرية الفلسطينية جميع أصحاب الضمائر الحية في العالم لدعم الحملة المدنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، حتى تمتثل للقانون الدولي ويسترجع الشعب الفلسطيني حقوقه الأساسية. و بهذه المناسبة، إننا نتوجه إلى كل لجان التضامن و محبي الحرية في العالم للضغط على حكوماتهم، كي تقوم بفرض عقوبات على إسرائيل، حتى تتوقف عن جرائمها في انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني.
تؤمن “حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية” بأنه لا يمكن تجزئة نضالات الشعب الفلسطيني، إلى فلسطينيي المناطق المحتلة عام 1948 والمناطق المحتلة عام 1967(الضفة الغربية وقطاع غزة) بالإضافة إلى الشتات. وقد حان الوقت لدفن وهم “حل الدولتين”، واستعادة وحدة شعب فلسطين، حول رؤية تحررية وطنية وديمقراطية، وإستراتيجية نضالية مرحلية وبعيدة المدى. وتؤمن الحملة أن تحقيق العدالة في فلسطين يتطلب إقامة دولة ديمقراطية واحدة، تضمن عودة اللاجئين، وتمنح الحقوق المتساوية لجميع مواطنيها بغض النظر عن الدين واللون والجنس، وذلك على أنقاض نظام الفصل العنصري الكولونيالي القائم.
“حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية “
فلسطين 29/11/2020