نُظمت ندوة حوارية، تحت عنوان “عودة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية” في مسرح السلام، في مدينة سخنين، في يوم الأربعاء، ٣١\١٠\٢٠٢٠.
وافتتح الندوة البروفسور محمود ميعاري، أحد المبادرين لحملة الدولة الواحدة، بـ”مداخلة موجزة عن خلفية المشروع الصهيوني، ووصوله إلى واقع اليوم الذي بات يحتم التصدي له من خلال طرح حل الدولة واحدة في كل فلسطين التاريخية”، حسب قوله.
وفي كلمة له، أشار الناشط محمد أبو صالح، إلى أن مبادرة “حملة الدولة الواحدة”، “تعبر عن تطلعاتنا كشباب، إذ نحتاج إلى رؤية وطنية جامعة، نسترشد بها في مواجهة واقعنا، وتربطنا مع شعبنا الفلسطيني في كل مكان”.
وقال: “تابعنا، كناشطين، شباب وكبار، مؤخرا، باهتمام وبفضول كبير، ظهور مبادرة جديدة، تسعى إلى التفكير خارج الصندوق، وتقديم تصورات جديدة لحل الصراع الذي فرضته الحركة الصهيونية على شعبنا الفلسطيني. هي حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية، التي يقوم بها ناشطون فلسطينيون وإسرائيليون”.
وشهدت الندوة إلقاء محاضرتين حول الحملة من المبادرين الرئيسيين لها: البروفيسور إيلان بابي، الذي شدد على أن “نجاح هكذا مشروع ليس سهلا ويلزم فلسطينيي البلاد أن يؤمنوا بهذا المشروع وتعزيزه في الميادين المختلفة”، كما ووصف بابي المشروع بأنه “الحل الأمثل وستصل إليه جميع الأطراف لا محالة، لأنه بنهاية المطاف كل الحلول الأخرى المطروحة على الطاولة مؤقتة وبلا أفق، كما واستحضر بابي تجارب من العالم، خاصة التجربة في جنوب أفريقيا”.
وفي مداخلته، استعرض منسق الحملة والأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، “خلفية الفكرة التي تعود إلى ما قبل النكبة؛ مرورا بعودة تبنيها من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، لبضع سنوات، ومن ثم التخلي عنها تحت الضغوط الدولية، وصولاً إلى اتفاق أوسلو، الذي كرس تجزئة قضية فلسطين والشعب الفلسطيني”.
وأوضح عبد الفتاح أن “هذا الحل هو الذي يستطيع توحيد الشعب الفلسطيني، لأنه ينصف كل تجمعاته. كما أنه يعيد الاعتبار لفكرة فلسطين، باعتبارها تمثل جغرافية واحدة، وتاريخ واحد، وثقافة واحدة. هذا يعني مواجهة إستراتيجية الحركة الصهيونية في تقسيم شعبنا، وتجزئة قضيته إلى ملفات فرعيه”.
ولفت عبد الفتاح إلى اعتقاده بأن “استعادة حل الدولة الواحدة كحل لكل الشعب الفلسطيني واليهود الإسرائيليين، يمثل خطابا أخلاقيا يمكن من خلاله استقطاب تأييد عالمي واسع، كما حصل مع كفاح جنوب أفريقيا في نضالهم لإسقاط نظام الأبرتهايد العنصري”.
وقال إن “تبني هذا الحل وترويج الفكرة، يساهم في توليد ثقافة سياسية تحررية جديدة، للأجيال الفلسطينية الجديدة الساعية إلى معنى لحياتها”.