بيان صحفي صادر عن حملة الدولة الديمقراطية الواحدة: منصور عباس و الاعتراف بيهودية الدولة

” لقد بلغ السيل الزبى؛ إسرائيل ولدت كياناً استعمارياً إبادياً ونظامَ فصلٍ عنصري، يا عباس”
 
22.12.2021 -فلسطين المحتلة-
لم يكن أحدٌ منا يتخيل أن تصل عملية الانسحاق أمام المستعمِر، ونظامه العنصري الدموي، إلى درجة التبرع بمنحه غطاء أيديولوجياً، بفتوة “إسلامية”، يقدمها له طرفٌ فلسطيني كان محسوباً حتى فترة قريبة على القوى الوطنية التقليدية، ويدعو للاستسلام له وكأنه قدر. ومما زاد الأمر ذهولاً وصدمة، عند قطاعات شعبنا الوطني والمتدين، هو كون هذا الطرف يرفع لواء الإسلام، مما يشكل تزييفاً خطيراً للوعي الوطني، والقيم الدينية النبيلة، الداعية إلى العدل ومكافحة الظلم والاستعمار، واعتداء على قيم التحرر الإنساني، من الاستبداد والعنف، والاستغلال.
 
يشكل تصريح ونهج منصور عباس، الذي يمثل الحركة الإسلامية الجنوبية،التي باتت جزءاً من نظام الاستعمارالاستيطاني، والفصل العنصري، حول يهودية الدولة، طعنةً جديدة في خاصرة النضال الفلسطيني التحرري المخضب بالدماء والتضحيات غير المحدودة. كما يشكل هذا النهج غدراً لأحرار العالم ونضالهم الأممي، المدني، المتصاعد من أجل تقويض الادعاء الديمقراطي الصهيوني الذي تسوّقه إسرائيل للغرب للتغطية على مشروعها الدموي، الذي يترجم على مدار الساعة، باغتصاب الوطن، وبالنهب، والاستيطان، والحصار ، والاعتقالات، والقتل، والتنكيل المستمر بالأسيرات والأسرى، الفلسطينيين. إن هذا النهج يلتقي مع نهج التنسيق الامني البغيض، والمدمر ، الذي تمارسه سلطة أوسلو مع المستعمر الصهيوني.
إنه لأمر شائن، أن يتواصل هذا النهج، في الوقت الذي تصدر ، تباعاً، تقارير دولية هامة، و حتى إسرائيلية، تُعيد تعريف إسرائيل كنظام أبرتهايد، وتُمَوضِعُه في خانة الأنظمة المارقة، المدانة في القانون الدولي، بصفتها جريمة ضد الإنسانية.
 
وبدل أن تكون قيادة الحركة الإسلامية الجنوبية، جزءاً من محور الشعب و منحازة لفئاته الشعبية الوطنية المكافحة، هذا الشعب الذي يجدد نهضته الكفاحية وتمرده على المستعمر، وآخرها هبته المجيدة في أيار الماضي، من أجل التحرر الوطني والديمقراطي، والحرية والعدالة و المساواة، انجرفت مع تيار التطبيع العربي المتصهين، ونهج التنسيق الأمني مع المستعمر، والسقوط في خانة العبودية لحكومة الأبارتهايد، والأخطر التطوع في التنظير لأيدلوجيته العرقية الإبادية، أي يهودية وكولونيالية الدولة، وهو الأمر الذي يُعدّ سابقة خطيرة في تاريخ الشعب الفلسطيني. كل ذلك مقابل فتات، وميزانيات لشعب يتنكر نظام الأبارتهايد لوجوده ولتاريخه، في هذا الوطن، ولحقه في تقرير مصيره، وفي العيش بكرامة.
 
إن حملة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية/الانتدابية، لا تدين هذا النهج فحسب، بل تدعو -أيضا- إلى العمل على إسقاطه، ومحاصرته، بالعمل السياسي الجاد، ومن خلال رؤيا تحررية وإنسانية واضحة، تَنشُد العدالة والمساواة، على أنقاض المشروع الاستعماري، والفصل العنصري، ومن خلال تنظيم الفئات الشعبية، والعمال والموظفين، والنشطاء، والمثقفين، في أطر قوية ومتماسكة، متنوعة تحت سقف وطني وديمقراطي واحد، بحيث يتمكن الجميع من خوض النضال بنفَس طويل وصبر ومثابرة. تدرك الحملة خصوصية الواقع المركب داخل المنطقة المستعمرة منذ عام ١٩٤٨، و تعتز بنضال شعبنا الطويل هناك، وبتجربته وخبرته في مقارعة النظام العنصري، وبثباته ومثابرته على التجذر في أرضه، والذي تجلّى في الرفض المطلق لقانون القومية الاستعماري، عبر التظاهر والعرائض، والمؤتمرات، غير أن ما يقوم به عباس وحركته، ومن مهّد لهذا الطريق المظلم، هو تزييف خطير للوعي، وتنكرٌ لهذا النضال، وخضوعٌ ذليل لحملات النهب والقمع والعداء والترهيب، والاحتواء والتدجين، التي تنفذها سلطات نظام الأبارتهايد ضد أبناء شعبنا الثّابت في مناطق ال48، على مدار اليوم.


ليسقط هذا هذا النهج، والحرية لشعبنا الباسل.
“حملة الدولة الديمقراطية الواحدة “
21 كانون الأول 2021
فلسطين